السبت، 26 ديسمبر 2020

تقرير مصور عن ورشة تقطيع الاكفان من إنجاز السيد الكاتب العام للجمعية ابراهيم مرزوقي بتاريخ 15 دجنبر 2020

                                                                              قد يتبادر إلى دهنك و أنت ترى منذ الوهلة الأولى هذه المشاهد ان الأمر يتعلق بمصنع من نسيج او بورشة للخياطة، و قد تعتقد انه مكان مخصص لنسج وزرات الأطباء و المعلمين غير أنك ستفند كل هذه التخمينات إذا عرفت ان هذا الفضاء هو مقر مغسلة الرحمة بمدينة كليميم ، إذا يا ترى ماذا يصنع هؤلاء الرجال انهم بكل بساطة يعملون على قدم و ساق من أجل إعداد الأكفان .

فما هي الطريقة المتبعة في إعداد الأكفان .

ان الكثير منا يعتقد ان مهمة الجمعية منحصرة في تغسيل و تجهيز موتى المسلمين و تيسير الاجرءات الإدارية المتعلقة بذلك، و ننسى أن وراء هذه الخدمات سلسلة من الأعمال و الأنشطة المترابطة و ان خدمة التغسيل و التكفين ليست إلا الحلقة الأخيرة من هذه السلسلة الممتدة.

ان تهيئة الأكفان و إعدادها يعد من المهام التي تقوم بها الجمعية بشكل شبه يومي، حيث يتم شراء لفافات كبيرة من الأثواب ، و يتولى مستخدمو الجمعية تقطيعها و تفصيلها تبعا لجنس كل جنازة، بعد ذلك يتم إعدادها حسب كل المقاييس و الأحجام المحددة لكل جنس ، فالرجل يكفن في ثلاثة لفافات إي ما مقداره تسعة أمتار ، في حين تكفن المرأة في لفافتين و كسوة و خمار و مئزر إي ما يعادل إحدى عشر متر .

يقوم مستخدمو هذه الجمعية بطي هذه الأكفان واحدا تلوى الأخر ووضعها داخل أكياس بلاستيكية شفافة بعد ان يكتب عليها جنس الجنازة رجال نساء صبيان

و يوضع كل صنف في رفوف خاصة.

انها ورشة تتطلب مهارات في تحديد المقاسات المناسبة و تقنيات في رص الأحجام المطلوبة لكل ثوب، علاوة على طي الكفن بطريقة احترافية تسمح للمغسل تكفين الجنازة بسهولة و يسر.

و قد شهد عدد الجنائز لهذه الأيام تزايد كبيرا و مطردا، حيث قامت الجمعية بتغسيل و تكفين خلال شهر نونبر المنصرم وحده 128 جنازة بمعدل خمس جنازات في اليوم الواحد الأمر الذي دفع الجمعية الى مضاعفة جهودها في إعداد الأكفان بغية مواكبة هذا التطور الحاصل في نسبة الجنائز.

فهل فهمت ألان مادا يصنع هؤلاء الرجال؟

إنهم يعملون على سد ثغرة من الثغرات التي طالما كانت مصدرا لمعاناة كثيرا من الأسر  في لحظات هي في أمس الحاجة إلى من يمد لها يد المساعدة.

إنهم يفتحون باب واسعا من أبواب الخير، فهيا بنا جميعا لننخرط في هذا المشروع الخيري و نساهم في ضمان استمراره حتى نتمكن من بناء مجتمع متضامن و متراحم .

و الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه.









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق